الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ربيع سبيطلة 2015 في دورة استثنائية: الجمهور يقضي الليلة في الآثار في ضيافة الكاهنة.. وساحة المعابد تحتفي بزوارها

نشر في  20 ماي 2015  (21:07)

دورة استثنائية بكل المقاييس، هكذا كانت الدورة الأخيرة لمهرجان ربيع سبيطلة. دورة فيها جانب كبير من المغامرة فبرمجة عروض فنية في مختلف المعالم الأثرية بالمدينة التاريخية ليس بالأمر اليسير خاصة من الجانب التقني، ومع ذلك تم تجنيد عدد كبير من التقنيين والعملة في وقت قياسي لتهيئة الفضاءات وخاصة إيصال النور الكهربائي اليها وهذه الفضاءات هي المسرح الأثري والحمّامات الرومانية وساحة المعابد أو الفوروم وساحة قوس النصر والمعبد المجهول والجسر فضلا عن الطرقات الرابطة بين مختلف هذه المعالم.

هدف المهرجان من خلال هذه التوزيع للعروض هو الاحتفاء بذاكرة المكان وتكريم سُفيطلة العتيقة التي أصبحت مهجورة في السنين الأخيرة وقل زوارها. احتفاء جاء في وقته وتونس تحيي شهر التراث.

الفنانون تأقلموا مع هذا الخيار الفني للمنظمين رغم صعوبته خاصة وأن نهاية الأسبوع عرفت تقلبات مناخية كبيرة لم تثني المهرجان عن مواصلة عروضه في المنتزه الأثري حتى الثالثة صباحا.

غنت زهرة لجنف في المسرح الأثري وقدم محسن لدب مسرحيته "ميدنة الخلد" في ساحة المعابد وقدمت عواطف سراي مسرحية الكاهنة في الحمامات الرومانية، والمركز الوطني لفن العرائس أمتع الجمهور بعمله "أنا سندريلا" في الفوروم.

منتصف الليل وأمام قوس النصر الشامخ تجمّع عدد كبير من الشبان وافتتحت اللوحات الراقصة بعمل من ابداع طلبة الحي الجامعي بسبيطلة قبل انطلاق مسابقة "القوس الذهبي" للبريك دانس التي تنافس فيها شبان من عديد الجهات وتواصلت حتى الفجر في اجواء شبابية حماسية كبيرة.

استحالة مواصلة العروض في المعالم الأثرية نظرا للرياح العاتية جعلت المنظمين يلتجئون إلى فضاء "مينرفا تياتر" لمقداد الصالحي الذي احتضن مسرحية كنوز لمسرح النسيم بنابل وعرض جاز لمحمد سلامة، عرضان قُدما أمام جمهور كبير غص به مسرح الجيب الرائع في الحي الشعبي الملاجي.

وكان الاختتام عند الساعة الواحدة بدار الثقافة التي احتضنت مجموعة أجراس لعادل بوعلاق كي تتجاوز العروض عتبة منتصف النهار وتتواصل حتى الثالثة مساء.

مع العلم وان ربيع سبيطلة انطلق قبل الوقت المحدد أيضا اذ بدأ عمل ورشة الغرافيتي التي نشطها فريق زواولة منذ صبيحة السبت بالمعهد الثانوي، معهد سبيطلة 2، وشارك فيها تلاميذ هذا المعهد العريق وكان لطلبة الحي الجامعي وفريق الهلال الأحمر بسبيطلة وتلاميذ المعاهد حضورا طيبا في هذه الدورة الخاصة لربيع القلعة التاريخية سُفيْطلة، دورة اختارت الخروج عن المألوف.

ولعل المنظمين قد وجدوا في هذا الخيار ظالتهم فإحياء المدينة الأثرية وجعلها قبلة الزوار والإعلاميين هدف نبيل واستنطاق جميل للحجر الأصيل.